صور في أفغانستان

Pictures In Afghanistan

وحدة النقد في أفغانستان تسمى " أفغاني " وهناك عملة ورقية من فئات : 10 ، 50 ، 100 ، 500 ، 1000 أفغاني ، وكل 50 أفغاني تساوي دولارا أمريكيا و150 أفغاني تساوي دينار عراقي ، وهذا في صائفة عام 1977  هراة : أول مدينة أفغانية تبعد عن الحدود الإيرانية بـ:130 كلم ، وهراة بفتح الأول على قول ياقوت الحموي، أو كسرها  كما ينطقها سكانها ، وتعتبر من أمهات  مدن خراسان ومركز المحافظة الثالثة في أفغانستان ، وتقع هراة في منطقة خضراء يافعة خلابة يرويها نهر "هري رود" تشعباته وبالقرب منها مدينة " مالن " التي يصل إليها النهر ، وكان عليها جسر يسمى ( بل مالان ) وما تزال بقايا هذا الجسر شاخصة حتى الآن تنبئ عن عز غابر .

في جمرك " إسلام قلعة " بين الحدود الإيرانية الأفغانية  

مدخل فندق " زرنقار " بمدينة هرات أول مدينة أفغانية

جولة في مدينة هرات 

جلسة شاي أفغانية في مدينة " هراة " ، يقدم إليك قطعة سكر لتضعها في فمك وتشرب عليها الشاي الأخضر ويسمونه (الدشلمة) وبذلك يصبح الشاي حلو المذاق ، وقد أعجب الرحالة المغربي إبن بطوطة بعفة وأخلاق سكان هراة ، ووصفها في كتابه ، وذكر شجاعة السلطان حسين بن السلطان غياث الدين أنظر:  تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب البلدان ، إبن بطوطة ، مطبعة الرسالة ، بيروت ،1975 ص /425-433

مدخل المسجد الجامع بـ "هراة " ، يحيط بالمسجد من جهاته الأربع ، صحن مستطيل فيه أربعمائة وستون قبة ، وثلاثون رواقا ،وأربعة وأربعون عمودا ، والبناء من الأجر، والصحن الداخلي مفروش بالرخام و المرمر، وقد شيد في عهد السلطان غياث الدين محمد ، وبجوار المسجد قبة ضخمة تعلو مدفنا له وقد دفن تحتها بعد وفاته عام 599 هـجري/ 1202 ميلادي .

منارة "جام" بالقرب من  هراة من المناطق السياحية الجديرة بالزيارة " منارة جام " وتعتبر من أهم الأثار الباقية ، وأروعها وأعظمها شأنا، وهي تقع على ضفاف نهر هري رود، في سفح جبل " فيروز كوه " في قرية صغيرة تبعد حوالي 46 كلم من الشرق من مدينة هراة ، قيل : " أن السلطان قطب الدين أيبك ،شاهد بنفسه بناء منارة جام في شبابه وأراد أن يشيد على نسقها " قطب منار " بالهند ومن غرائب الصدف ، أن كلا المسجدين تهدما ولم يبق سوى المئذنة المنارة ، فبقي من جامع فيروز كوه بأفغانستان " منارة جام " ومن جامع قوة الإسلام بالهند " قطب منار " .

زخرفة رخامية من ضريح الشيخ " عبد الله الأنصاري " بهراة وحفر على لوحة مزار الشيخ هذا البيت

ألا كل شئ ما خلا باطل        ****        وكل نعيم لا محالة زائل

منارة جام من الداخل وجد إسم السلطان غياث الدين مكتوبا بالخط الكوفي على أحد أجزائها العليا ويبلغ إرتفاعها 70 مترا وبداخلها يوجد حوالي 250 درجة إرتفاع كل منها 28 سم ، تنتهي بشرفة دائرية وقبة فنية جميلة .

لباس" الجادر" أعترف أنني لم أشاهد في هذه المدينة وجه امرأة ، إذ أن الجادر الذي يغطي جميع أجزاء الجسم بما في اليدين ، ويسمح بالنظر خلال شبكة أمام العينين هو السائد ولا غيره ، ويصنع من أقمشة مخلتفة الألوان ، والمرأة الأفغانية في القرية لم تعرف الحجاب, و إنما كان ذلك على بنت المدينة, وعادة ما يزين جلبابها على الصدر رقعة من نسيج الحرير الملون المزركش, و يغطى الرأس بخمار ملون. إنطلقت بنا الحافلة من محطة " سعادت تراسبور " متجهة صوب جنوب البلاد ، وطريق هراة البري الذي يقود إلى قندهار ، وكلمة " يقود " هذه تعادل بالأرقام 600 كلم وتعني في برنامج الرحلة أننا سنتوقف في محطات وقرى ومدن أثناء توجهنا إلى العاصمة الثانية " قندهار " وكان علينا أن نعاني الكثير حتى نصلها ...

امرأة أفغانية بلباسها " الجادر " وهي بائعة للعصافير المختلفة الألوان

جبال شاهقة على مشارف مدينة قندهار

وصلنا إلى مدينة قندهار بعد سفرة طويلة ، بينما كانت العاصمة الثانية ، تمسح ندى الفجر عن وجهها ، إذ لاحت في الأفق مآذنها العتيقة وكبرياؤها الرصين الذي ملأ المنطقة يوما جلالا ورهبة ، ودار الزمان دورته وتركز الضوء على كابل ، وبقيت قندهار في الظل قانعة بلقب العاصمة الثانية ، فالمدينة تحتفظ بجمالها شكلا وموضوعا ، والعمارة القديمة تشي بماض عريق

الماء المثلج وعصير الفواكه متوفر في المحطات

 كانت محطتنا من هراة إلى قندهار في مسافة 1160 كلم : قلعة " أدر " سكان وشنديد وخواش و فراه ودل وأرام وكرشك وبن جواي ويوجد بها جامع حسن إن هذه الجولة تستحق وقتا أطول تعيش خلالها بين المناظر الخلابة من جبال ووديان وسهول وصحاري واسعة وكأننا في متحف مسكون متحرك خاصة وأن أفغانستان لم تخضع لأي أجنبي  في تاريخها الحديث لذلك نجد أثارها موجودة في الداخل ومحفوظة في المتاحف

 

كابل والجبل

أثناء تجوالك بالعاصمة تشعر أنك ترى الواقع الأفغاني كله بماضيه و حاضره, و التجوال في شوارعها لا يعرفك بالعاصمة فقط, و لكنه ينقلك أيضا إلى كل بقعة في أنحاء أفغانستان من أقصاها إلى أقصاها ، تمتلىء كابل بالمساجد الكبيرة, و يبهرك فيها أنواع النقوش و الزخارف المتقنة في شكل فني بديع, ونرى أن نذكر مسجد "بلوخشتي" أكبر مساجد كابل, وضريح الأمير عبد الرحمن الذي بني في القرن الماضي, و يبدو فيه تزاوج العمارة الإسلامية و الهندوسية

أفغاني هادئ ... ولكن

وصلنا إلى مدينة غزنة التي يقال عنها أن من يعرف تاريخها يأسف شديد الأسف لحال المدينة, و قد جار عليها الزمان بعد أن ارتبط أسمها بالفتوحات الإسلامية،و بجولة قصيرة وسريعة في مدينة غزنة، نجد أنفسنا أمام آثار و أطلال ناطقة بحال الأرض و الإنسان، الماضي و الآن، و في قندهار كثير من الآثار التاريخية ، مما يثبت أنها كانت في مختلف أدوار التاريخ ذات حضارة ومجد , و كانت عاصمة لأفغانستان في عهد السلطان أحمد شاه دوراني  الذي كان يحكم الإمبراطورية الأفغانية الممتدة إلى دلهي في الهند ،  بعد إقامة مريحة في مدينة قندهار, قررنا مواصلة السير , و كأن مناديا ينادي العجل العجل , وكنا قد حزمنا حقائبنا و صرنا جاهزين في أي وقت للرحيل  ،  وإن منطقة قندهار تسكنها قبائل الباشتون وقد اشتهروا بأنهم في الحروب لا يأبهون الموت في المعركة و لقد كانوا يؤمنون بأن الرجال ولدوا ليموتوا في ساحة القتال.

مساكن العاصمة كابول تتصاعد نحو الجبل

مسجد " بلوخشتي " من المساجد الرائعة في العاصمة كابول

رائعة مسجد بلوخشتي بكابل

ولعل أهم ما في "وادي باميان" التمثالان العملاقان المنحوتان في جدار سلسلة جبال" هندو كوش "فتمثال "بوذا الكبير" العملاق , الذي يبلغ طوله 53م ،  يعد أكبر تمثال ، فليس هناك تمثال آخر يضارعه , ويسمى هذا التمثال "سرخ بد "ومعنى ذلك التمثال الأحمر , هذا التمثال الهائل , الذي لا تستطيع أن ترى  تفاصيله عن قرب ، إلا إذا صعدت فوق سلالم خلفية, تتلوى وراء ظهر التمثال , تنقطع أنفاسك ولا تبلغ الرأس ، و إن كانت التشوهات التي أحدثتها معاول بعض  المسلمين  ظاهرة ، فقد كانوا يرون فيه صنما ينبغي تحطيمه . أرى أن أسجل ، أنه فعلا تم تدميرهما كليا من قبل حركة طالبان ، التي  تولت السلطة  في  أفغانستان عام 1994، ودمرت التمثالين العملاقين لبوذا في وادي باميان في سنة 1996 ، رغم محاولات ونداءات دولية لثنيها عن عزمها ، لكن الحركة، نفذت الأمر بتفجير التمثالين  أمام مرأى من العالم ، وتمت الإطاحة بحركة طالبان التي اتخذت من مدينة قندهار منطلقا لها 

. عقب هجومات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية

وبقي أن نذكر للقارئ الكريم  ,أن هناك رسوما منقوشة في الجانب الأيسر للتمثال من

 بينها مجموعة من  النساء شبه عاريات بخصورهن الضامرة وصدورهن النافرة وجمالهن الساحر ,وفي الجانب الأيمن مغنيتان تلعبان بأصابعهن  على آلة العزف وهناك رسوم تمثل جماعات من النساء والرجال يقدمون ثلاثة أطباق مليئة بالهدايا إلى بوذا . أما تمثال بوذا الصغير، و يبلغ طوله 35مترا، فهو على هذا ليس تمثالا صغيرا كما يتبادر إلى الذهن، إذ ارتفاعه يزيد على ارتفاع عمارة ذات عشرة طوابق

من آثار منطقة بلكرام في متحف كابل

شيخ أفغاني ناطق البسمات

فارس أفغاني على حافة ممر خيبر

هذا ، وقد كان وصولي إلى أفغانستان في اليوم التاسع عشر من شهر تموز/ جويلية عام 1977في عهد حكم الساردار محمد داوود، الذي وصل إلى الحكم بانقلاب على عمه الملك محمد ظاهر شاه عام1973واراد أن يتحرر شيئا فشيئا من النفوذ الروسي ، الذين أوصلوه إلى الحكم، و قام بإعلان دستور جديد للبلاد و إنهاء الحكم العسكري، لكن حدث ضده انقلاب في يوم 27نيسان/ أفريل عام 1978.  و يعتبر هذا التاريخ هو بداية للحكم الشيوعي في أفغانستان,فقد سقط خمسة عشر ألف قتيل خلال اليوم الأول للانقلاب ، و أخرج محمد داوود من السجن , ثم قام زعيم الانقلاب نور محمد تراقي بإحضاره وأبنائه و أحفاده الـ29 و قتلهم الواحد تلو الآخر أمام عيني محمد داوود , و هو يتلذذ بمنظر القتل والذبح ,و قد حدث هذا بعد عودتي بشهور من البلد أفغانستان ، الذي كان آمنا مطمئنا ينشد الأمن و الاستقرار و التقدم ...

حافلة واحدة وروادها من مختلف أنحاء العالم الشرقي و الغربي في مدخل ممر خيبر (( القدر )) في الطريق إلى

الحدود الباكستانية ...

بين قمم جبال " هندوكش " الأفغانية في الطريق إلى مدينة جلال أباد موطن جمال الدين الأفغاني آخر مدينة

أفغانية في الحدود الباكستانية قرب مدينة بيشاور  

تحية وداع وعودة من الصغار الأفغان بمدينة جلال أباد